كيف تنشأ مذكّرة بصريّة فعّالة؟

أثبتت الأبحاث أنّ مراعاة مجموعة من الصّفات في المذكّرات البصريّة يجعلها أكثر فاعلية وهي : التفاعل والحيوية والغرابة.
1- التفاعل : ينبغي أن يتم تصوير العناصر المتتالية أو المترابطة في المذكّرات البصريّة في حالة تفاعل فيما بينها، بدلاً من تخيّلها جامدة الواحدة بحانب الأخرى مثلا، لأضبط حديث  أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "أفضل الجهاد كلمة حقّ عند سلطان جائر". رواه أبو داود والترمذي وابن ماحه. تخيّلت رجلا أعرفه اسمه سعيد، واقفا بين يدي ملك في بلاطه، وأبو سعيد يصيح عليه وأشرطة كاسيت تخرج من فمه كالرصاص لتصيب الملك وتجعله يتألم. في هذه المذكّرة ثلاثة رموز :
- سعيد : للصحابيّ الراوي أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
- الشريط : رمز للعدد 346، حيث 3 : رمز أبي داود و 4 : رمز الترمذي، و6 : رمز ابن ماجه (سنفصّل الكلام في نظام تحويل الأرقام في شقّ العمليّ -إن شاء الله وأعان-)
- الملك والبلاط : رمز لقوله صلى الله عليه وسلّم "عند سلطان جائر".
ترى كيف تتفاعل عناصر المذكّرة : سعيد يصيح بالملك، الأشرطة تخرج من فم أبي سعيد، الأشرطة تصيب الملك كالرصاص. تذكّر هذا المشهد أسهل من تذكر مشهد تصوّر فيه سعيد والشريط والملك بجانب بعضهم دون أيّ تفاعل بينهم. أحد الأسباب المحتملة لفعالية الصور التفاعلية هو أنّ دمج العناصر المنفصلة في صورة واحدة يسهّل تذكّرها كوحدة متّصلة، فكلّ جزء من الصورة فيه إشارة لتذكر بقيّة أجزاء الوحدة.
2- الحيويّة : الصورة المرئية الحيويّة هي تلك التي تكون واضحة ومميّزة وقوية، بحيث تشبه إلى أقصى حدّ ممكن، رؤية صورة بالفعل. الصور التي نراها أرسخ في الذاكرة من تلك التي نتخيّلها، لذا كلّما أشبهت الصورة المتخيّلة الصورة الحقيقيّة كان ذلك أدعى لرسوخها في الذاكرة. قد يسهّل هذه المهمّة، خاصة للمبتدئين، أن تغلق عينيك وتتخيّل المشهد بعين فكرك. مثلا حين تصوّر مذكرة حديث عبد الله بن قرط، ميّز شكل القرط ولونه وهيئة الخروف وصفته وأين يتمّ ذبحه، وكيف يعالج عبد الله الخروف قبل ذبحه، وكيف يعمل القرط في رقبته عمل السّكين وكيف تقاوم الذبيحة ثم يسيل الدمّ وترتعد فرائص الذبيحة وتجود بنفسها. ربما تتخيل الدّم وقد أصاب شيء منه ثوبَ عبد الله. كثرة التفاصيل تجعل الصورة نابضة بالحياة. وممّا يزيد الصورة حيويّة :
	- الحركة
	- تبديل الأدوار : مثلا، قد تتخيّل الخروف يذبح عبد الله!!!
	- المبالغة : في الحجم أو العدد، كأن تتخيّل الخروف بحجم ثور، أو الأشرطة وقد غطّت من كثرتها الملك حتّى صارت كجبل فوقه.
	- الإلف : وجُد أنّ الصور المبنيّة على أشياء مألوفة وتجارب سابقة عند المصوّر أكثر حيويّة. مثلا قد تتخيّل قرطا معهودا لديك، أو خروفا تعرفه حقّ المعرفة، أو ملكا دخلت عليه ذات يوم.
3- الغرابة : (غير عادي، غير قابل للتصديق، غير ملائم، مضحك) هذه الأوصاف تندرج تحت المعنى الأعمّ للغرابة، مثل ذبح الخروف بقرط، أو خروج أشرطة من الفم، أو رمي الفرس للرماح، أو ترشّفه للقهوة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة