أسلحة أخرى في ترسانة المتعلّم


هناك أساليب أخرى، تعزّز ضبطنا وإتقاننا للعلوم، بل تفتح لنا بابا إلى تثوير العلم والاستنباط والإبداع. من هذه الأساليب :

1- المسح والتساؤل : المسح هي عمليّة سابقة للقراءة. لِمَسْح كتاب ما اقرأ المقدّمة وجدول المحتويات (الفهرس) وملخّصات الفصول إن وُجدت. ولِتَمْسح بابا أو فصلا انظر في مخطّطه واقرأ العناوين وتأمّل في الصور وجداول البيانات والرسوم البيانية. يمكّنُك المسح من تشكيل فكرة عامّة عن موضوع الكتاب أو الفصل ومقاصده. لا ينبغي أن تستغرق عمليّة المسح أكثر من بضعة دقائق. يصنع المسح المبدئيّ إطارًا جامعا تنتظم فيه مسائل العلم أثناء قرائتها، ما يسهّل عليك تذكّرها، ويمكّنك أيضًا من اختصار وقت القراءة للفهم الزائد الذّي يمدّك به المسح الأوّليّ. بعد المسح عليك أن تطرح أسئلة حول التصوّر الذي شكلته عندك عملية المسح. يعزّز طرح الأسئلة تيقّظ الطالب وتحفّزه وانخراطه في القراءة الإيجابية بإعطاء هدف للقراءة.(1)

2- الإثراء : كأن تسأل : ما الرابط بين ما تعلّمته للتوّ وما كنت أعلمه سابقا؟ هل يمكن أن يخدم ما تعلمته جوانب أخرى لا ترتبط ببابه عادة؟

3- التفكّر : وهو خليط من الاستخراج والإثراء، مدفوع بأسئلة مثل : ما الذي تمّ بطريقة مرضيّة؟ ما الذي لم يسر على ما يرام؟ ما الذي يمكن أن نحسّنه؟ قال برهان الإسلام الزرنوجي -رحمه الله- في كتابه "تعليمُ المتعلِّم طريقَ التعلُّمِ" : "وينبغي لطالب العلم أن يكونَ متأملاً في جميع الأوقات في دقائق العلوم ويعتاد ذلك فإنما يُدرِكُ الدقائق بالتأمل، فلهذا قيل: «تأمل تُدرِك ».”

هذه بعض الوسائل والأساليب وليس قصدنا في هذه السلسلة الاستقصاء، ولكننا اقتصرنا على ما رأيناه أنفع، ولعلّنا نوسع دائرة البحث مستقبلا لتشمل بعض هذه الوسائل بمزيد من التفصيل.


(1) من كتاب "Your Memory : How it Works and How to Improve it” لكينيث ل.هيجبي باختصار وتصرف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة