المذكّرات البصريّة

تكشف الدراسات أنّ ذاكرتنا البصريّة أقوى من ذاكرتنا اللفظيّة، لا سيّما في الأشياء الملموسة(1)، سواء في الاسترجاع أو التعرّف (الاسترجاع هو استدعاء معلومة من الذاكرة والتعرّف مثل التعرّف على كلمة نسمعها أو وجه نراه).
في دراسة  تمّ عرض 2560 صورة مختلفة على مجموعة من الأشخاص على مدار عدة أيام. وقد عُرض عليهم فيما بعد 280 زوجًا من الصور. كان أحد الزوجين صورة شاهدها الشخص من قبل والأخرى لم يشاهدها. طُلب من الأشخاص تحديد الصورة التي رؤوها من قبل. في مهمة التعرّف هذه، حدّدوا بشكل صحيح حوالي 90 بالمائة من الصور. توصلت أبحاث أخرى إلى نتائج مذهلة بنفس القدر، مع زهاء 10000 صورة، وتفضل ذاكرة الصورة على ذاكرة الكلمات، عند قياسها في الاسترجاع، وكذلك في التعرّف. بالإضافة إلى ذلك ، تم تذكّر الصور بدقّة مدهشة لمدّة ثلاثة أشهر بعد رؤيتها مرة واحدة فقط.(2)
انطلاقا من هذه الملاحظات، استُعملت "المذكّرات البصريّة" كأدوات مساعدة على التذكّر منذ زمن ضارب في القدم (يرجع بعضها إلى 500 سنة قبل ميلاد المسيح -عليه السلام-)، وتمّ تطوير أنظمة عديدة تعتمد على الذاكرة البصريّة، وزادت عناية العلماء والباحثين بها في الزمن الحديث. وسنعرض هنا إلى أهمّ هذه الطرق والأنظمة.



(1) الأشياء الملموسة ضدّها المجردة، توضح الكلمات الأربع التالية الفرق بين الأسماء الملموسة والمجردة: التفاح ملموس أكثر من الفاكهة، والفاكهة ملموسة أكثر من الطعام، والطعام ملموس أكثر من الغذاء.

(2) من كتاب (Your Memory : How It Works and How to Improve It) لكينيث ل.هيجبي باختصار وتصرّف


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة