تساعدنا المذكّرات اللفظية على الحفظ والضّبط من أربعة أوجه على الأقلّ (1):

1. تعطيك المذكّرات اللفظيّة أحيانا شيئًا ذا معنى لتتذكّره، ما يسهّل عليك حفظه، مثل البيت الجامع لحروف الإخفاء، ومثله جمع حروف الإدغام في كلمة (يرملون)

2. تختصر عليك المذكّرات اللّفظية ما يجب عليك حفظه.  فبدلا من حفظ خمسة مقاصد لتلاوة القرآن أو أسماء أربعة عشر خليفة أمويّا، ما عليك سوى حفظ خمسة حروف (ثمّ شع) أو أربع كلمات (مِيمُ مِعوَلِ سَعْيِهِ وَيَأُمُّ). وهذا كما قدّمنا، لا يكون نافعا إلاّ إذا كان المتعلّم ضابطا لأصل المسألة، فالمذكّرات تعطيه طرف الخيط ليس أكثر.
3. الاستذكار بالحرف الأول يوفّر إشارات لمساعدتك على استدعاء المادّة. هذا يجعل مهمة الاستدعاء أسهل من خلال تضييق نطاق البحث في الذاكرة. أظهرت الأبحاث أن الأحرف الأولى من الكلمات تساعد الناس على تذكر الكلمات، حتَى مرضى الخرف وتلف الدماغ. أيضًا، عندما يحاول الأشخاص تذكر شيء يعرفونه، مثل اسم أحد الأقارب أو عاصمة بلد ما، فإنّهم يعمدون إلى استعراض الحروف الأبجديّة لإثارة المعلومة المتوارية.
4.تنبئك بعض المذكّرات اللّفظية بعدد العناصر التي يجب تذكّرها، فتدرك عند الاسترجاع إن كان استرجاعك كاملا أم ناقصا. على سبيل المثال، إذا كنت تذكّرت ثمانية من مفاتيح تدبّر القرآن، فستدرك أنّه فاتك مفتاحان لأنّ عدد حروف المذكّرة 10 حروف (لإصلاحٍ تُرتج).

لكن ماذا لو نسيتَ المذكّرة نفسها؟ لتفادي هذا الإشكال فعليك بصنع رابط بين المذكّرة والمادّة التي أُخذت منها. هذا النّوع من الرّبط قائم في اللّوامع، لأنّ المذكّرة مأخوذة من نفس المادّة المراد حفظها. أمّا في غير اللّوامع، فيمكن إنشاء رابط بصريّ أو لفظيّ. أمّا البصريّ فسيأتي الكلام عنه قريبا، أمّا اللّفظي فمثاله : جمعتُ الأصول الخمسة للمعتزلة في كلمة (تعوم) حيث التاء : للـ(ـتـ)ـوحيد، والعين : للـ(ـعـ)ـدل، والواو : للـ(ـو)عد والوعيد، والميم : للأمر بالـ(ـمـ)عروف والنهي عن المنكر والـ(ـمـ)ـنزلة بين المنزلتين، ولأربط هذه المذكّرة بالأصول الخمسة أنشأت الربط التالي : "المعتزلة (تعوم) في الأهواء". وهكذا تذكرني المعتزلة الجملة، وتذكرني الجملة أصولهم الخمسة.



(1) من كتاب (Your Memory : How It Works and How to Improve It) لكينيث ل.هيجبي باختصار وتصرّف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة